عدن (الاتحاد)

يشهد ميناء عدن على الساحل الجنوبي لليمن، تحسناً تدريجياً في حركته الملاحية منذ تحرير المدينة من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث استقبل خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر هذا العام 522 سفينة، بزيادة تُقدر بنحو 11% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين بلغ إجمالي عدد الحاويات المتداولة، 295 ألفاً و601 حاوية نمطية، بارتفاع قدره 20%. وارتفعت نسبة الزيادة في حجم البضاعة المتداولة، بنوعيها الجاف والسائل، إلى 96%. وبلغ عدد بواخر الإغاثة الإنسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي التي وصلت إلى رصيف ميناء المعلا، 26 باخرة، بكميات تقدر بـ366 ألفاً و488 طناً، تنوعت بين دقيق القمح والبقوليات والسكر والأرز، والقمح السائب.
وقال رئيس مجلس إدارة موانئ عدن محمد علوي أمزربه لـ«الاتحاد»، إن ميناء عدن يواصل تعافيه من آثار الحرب. وأكد أن هناك خططاً تطويرية للميناء، بمساعدة ودعم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية لمواكبة النشاط المتزايد ولزيادة الطاقة الاستيعابية، ليكون ميناء المستقبل لمعظم واردات الإغاثة والواردات التجارية. وأشار إلى أن ميناء عدن، هو الميناء الأساسي في منظومة الموانئ اليمنية، ولديه الإمكانات لاستيعاب كل الواردات، بما فيها المساعدات الإنسانية والواردات التجارية، وهو آمن ويمارس نشاطه بشكل طبيعي، بعكس الشائعات والمزاعم التي تصل عن طريق جهات، إلى الوكالات والشركات الملاحية والبحرية العالمية. وقال إن ميناء الحاويات يستوعب أكثر من مليون حاوية في السنة، في حين تبلغ القدرة الاستيعابية لأرصفة ميناء المعلا، 5,5 مليون طن سنوياً، إلى جانب مصانع الغلال التي تنتج ما يعادل 300 ألف طن من القمح، وميناء متخصص في المشتقات النفطية باستيعاب 170 ألف طن من مادة الديزل، و130 ألف طن من البنزين، إضافة إلى أكبر مصفاة على مستوى الجمهورية.
إلى ذلك، وصلت أول باخرة سعودية إلى ميناء عدن، أمس، حاملة الدفعة الأولى من منحة المشتقات النفطية بقيمة 60 مليون دولار شهرياً لتزويد محطات الكهرباء بالديزل والمازوت في جميع المحافظات اليمنية المحررة، ضمن مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. وبدأت شركة النفط في توزيع 62 ألف طن من الديزل، و25 ألف طن من المازوت على 10 محافظات لتشغيل 64 محطة توليد كهرباء على مدار الساعة، تحت إشراف ورقابة من الحكومة اليمنية، ليستفيد منها أكثر من 8.5 مليون يمني. وقال السفير السعودي لدى اليمن، المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد بن سعيد آل جابر: «نحتفل اليوم بوصول أول الغيث من منحة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمشتقات النفطية، وهو امتداد لعطاء مستمر يوجه به خادم الحرمين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأجل الأشقاء في اليمن، فالتنمية في اليمن لن تنتظر موافقة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران للقبول بالحلول السياسية، ونهبها البنك المركزي وتعمدها تجويع الشعب اليمني، بل بدأنا في التنمية والإعمار، نحن نقوم بما نراه أولوية إغاثية وتنموية لجميع اليمنيين».
وأضاف آل جابر: «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن هو مثال واقعي وحيّ على جدية السعودية في مساعدة اليمن لبناء مستقبل أفضل لليمنيين». وقال: «ترون جميعاً الدمار الذي تقوم به الميليشيات المدعومة من إيران، وترون واقعاً التنمية والإعمار الذي تقوم به المملكة.. الفرق بين الرؤيتين واضح وجليّ. فإيران تكرّس الوقت والموارد لتهريب الصواريخ والمحاربين، بينما المملكة تعمل على البناء الشامل لكل ما يحتاجه اليمن».